الوقت الذي تأكل فيه, ليس فقط ماذا تأكل, يلعب دوراً هاماً في عملية انقاص الوزن وفقاً لدراسة حديثة أجريت في أسبانيا. فخلال هذه الدراسة, وجد الباحثون أن السيدات اللاتي تناولن الغداء قبل الساعة الثالثة عصراً قد فقدن أوزانهن بنسبة 25% أقل من اللاتي تناولن غدائهن قبل الثالثة عصراً.
ووجد الباحثون هذا الاختلاف على الرغم من أن المجموعتين لم يكن ثمة اختلاف بينهما في عدد السعرات الحرارية التي تناولتها أفراد كل مجموعة وكذلك النشاط البدني ومستويات هرمونات الشهية أو مدة النوم إلى كل هذه العوامل التي تؤثر على الوزن.
واتفقت نتائج الدراسة مع نتائج دراسات سابقة أجريت على الحيوانات قد أكدت أن توقيت الوجبة يؤثر على زيادة الوزن. فعلى سبيل المثال, ففي دراسة نشرت العام الماضي, كانت الفئران التي سمح لها بتناول الطعام وقتما أرادت قد زادت أوزانها مقارنة بالفئران التي كانت تأكل في أوقات محددة على الرغم من نفس مقدار السعرات الحرارية التي تناولوها.
وكتب الباحثون في ملخص دراستهم التي نشرت في عدد 29 يناير من العام الجاري للمجلة الدولية للسمنة أن تناول الطعام في وقت متأخر قد يؤثر على نجاح عملية فقد الوزن الزائد. وقد أكد الباحثون على أنهم قد وجدوا فقط ارتباطاً وليس سبباً لهذه النتائج ولذلك فإن المزيد من الأبحاث لابد أن تجرى لبيان مدى دقة هذه النتائج.
كانت الباحثون قد قاموا بأبحاثهم على 420 امرأة بدينة مسجلة في برنامج انقاص الوزن بأسبانيا. حيث أعطيت كل واحدة منهن تعليمات للتغذية السليمة ومقدار الطعام الذي يتناولونه, إلا أنه قد تركت لهن حرية اختيار وقت تناول الطعام. وتعد وجبة الغداء هي الوجبة الرئيسية لدى الأسبان حيث يمثل نحو 40% من السعرات الكلية في اليوم.
وقال الباحثون أن النساء اللاتي تناولن الغداء بعد الثالثة عصراً قد انخفضت أوزانهن بمقدار 7.7 كجم خلال 20 أسبوع. بينما اللاتي تناولن غدائهن قبل الثالثة قد فقدوا نحو 10 كجم. فيما لا يبدو أن توقيت الوجبات الأخرى قد أثر على الوزن.
ويعلق "فرانك شير" أخصائي التغذية المشارك في مستشفى بريجهام لطب النساء ببوسطن أن تناول الطعام في أوقات غريبة يمكن أن يؤثر على الساعة الحيوية لجسم الإنسان ومن ثم يؤثر على الطريقة التي يتصرف فيها الجسم في الطعام وتخزين الطاقة. وقد أشارت هذه الدراسة أيضاً إلى أن الحرص على تناول وجبة الغداء يمكن أن يبقي الإنسان شبعاً لفترة طويلة من الوقت بقية اليوم.