أخبار جيدة لك ولأطفالك, فقد أكدت دراسة جديدة على أن تناول الحلوى في طعام الإفطار قد يساعد في الحفاظ على الوزن. حيث أجريت الدراسة على مشاركين يعانون البدانة المفرطة يتناولون في فطورهم نسب عالية من البروتين والكربوهيدرات الموجودة في الحلوى بحيث تجعلهم أكثر تمسكاً بطريقة إفطارهم من أولئك الذين يتناولون طعاماً منخفض والكربوهيدرات لا يشتمل على حلوى.
وتشير النتائج إلى أن كلاً من توقيت الوجبة ومحتواها من شأنهما لعب دور حيوي في التخسيس. وتقول الدكتورة "دانييلا ياكوبوليتش" الباحثة في جامعة تل أبيب في إسرائيل "الكربوهيدرات والبروتين الذي يتناول في طعام الإفطار يمكن أن يساعدنا على البقاء طوال اليوم في نشاط, بجانب أنه يسمح لنا بتناول بعض الحلوى التي تساعد على كبح جماح الرغبة لها.
ويقول خبراء التغذية أن لديهم رؤى متضاربة نحو هذه الدراسة. فبعضهم يرفض مسألة تناول الحلوى صباحاً, حيث أنهم يرون أنها من الممكن أن تزيد الرغبة في تناولها.
فعلى سبيل المثال ترفض "كاثرين تولمدج" أخصائية التغذية ومؤلفة كتاب "نظام غذائي بسيط" عام 2011 هذه التوصية. بينما البعض الآخر لا يرفض مسألة تناول الحلوى في الإفطار, طالما أنه جزء من نظام غذائي صحي.
ولكن يتفق الخبراء على أن الفطور المتوازن يمكن أن يساهم في خفض الوزن, كما أنه يساهم بشكل كبير في كبح الرغبة الشديدة للجوع طيلة اليوم.
كانت هذه الدراسة قد أجريت على 193 شخصاً يعانون من البدانة المفرطة, نصفهم يتناول قدراً كبيراً من السعرات الحرارية في طعام الإفطار يصل إلى 600 سعر حراري بحيث تشتمل على حلوى مثل قطعة من الكيك. بينما كان النصف الآخر يتناول نحو 300 سعر في وجبة الإفطار. وكلا الفريقين يتناول نفس المقدار من السعرات طيلة اليوم. فالرجال يتناولون 1600 سعر طوال اليوم والنساء يتناولن 1400 سعر (المجموعة التي تتناول إفطاراً كبيراً تأكل قدراً أقل في العشاء يقدر بنحو 300-400 سعر).
وبعد 16 أسبوعاً من المتابعة الدقيقة, كان كلا الفريقين قد فقد نفس القدر من الوزن. وبالرغم من ذلك, فخلال فترة المتابعة التي قد نُصح المشاركون بالحفاظ على نفس النظام الغذائي, إلا أنهم بإمكانهم الأكل إذا كانوا يتوقون إليه بشدة حينما يكونون جوعى, فإن المجموعة التي تتناول قدراً أقل في وجبة الإفطار قد زادت أوزانهم بنحو 10.8 كجم. بينما كانت المجموعة التي تتناول إفطاراً بكميات أكبر, قد فقدوا نحو 7 كجم من أوزانهم.
وبالإضافة إلى ذلك, كان هؤلاء الذين يأكلون كميات أكبر في طعام الإفطار شاملاً الحلوى لديهم مستويات منخفضة من هرمون الجوع "الجريلين", وقدرة أكبر في السيطرة على جوعهم من أولئك الذين كانوا لا يتناولون الحلوى في فطورهم.
وتقول الباحثة "دانييلا ياكوبوليتش" لموقع "MyHealthNewsDaily" انه حينما نمارس نظاماً غذائياً, نصبح أكثر جوعاً, وبالتالي يزداد لدينا مستوى هرمون الجريلين مع انخفاض في التمثيل الغذائي. وتؤكد على أن وجبة الإفطار التي تتضمن قدراً كبيراً من البروتينات والكربوهيدرات قد تقاوم هذه التغيرات التي تنشأ عن إتباع نظام غذائي, ويجعلنا أكثر قدرة على الحفاظ على فقد الوزن بمضي الوقت.
وتعلق خبيرة التغذية "تولمدج" على هذه الدراسة قائلة " بالرغم من أظهار هذه الدراسة لفوائد جمة من جراء تناول كميات كبيرة من الطعام في الإفطار, إلا أنها قد فشلت في الرد على ما إذا كان تناول الحلوى أو الكيك فيها جيداً لنا".
وتضيف قائلةً "ليس من العدل أبداً أن يتم المقارنة بين فريق يتناول 600 سعر حراري في إفطاره وبين فريق يتناول 300 سعر.
وبالإضافة إلى ذلك, تشير تولمدج إلى أن خبرتها تؤكد أن تناول السكر من شأنه أن يزيد الرغبة في تناول الحلويات. ومن الأفضل أن يكون طعام الإفطار متوازناً بأن يحتوي على خبز الردة ولبن منزوع الدسم وبعض الفاكهة, وهذا يجعلنا نحصل على ثلث احتياجاتنا اليومية من السعرات.
وبالرغم من الانتقادات التي وجهت إلى الدراسة, إلا أن "هيثر مانجيري" مؤسسة شركة "نيوتريشن تشيك آب" بولاية بنسلفانيا ترى أن هذه الدراسة أظهرت أهمية إدراج الأطعمة المفضل لديك في نظامك الغذائي دون إفراط, حيث تشير إلى أن كل من استخدم أسلوب الحرمان في التغذية قد فشل.
وتستمر "تولدج" في نقدها للدراسة قائلةً " يجب أن نضع في اعتبارنا أن الأبحاث التي أجريت مؤخراً قد أظهرت أن تناول السكر والدقيق بانتظام هي من أسوأ العادات الغذائية التي تدمر صحتك, حيث أنها ترتبط دائماً بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان والموت المبكر".