يمكن للأشخاص الذين يعانون من مرض الربو أن يعالجوا بشكل طبيعي إذا ما قللوا من أكلهم. حيث يعرف هذا ما يسمى بالحد من كميات السعرات الحرارية التي يتناولها المريض, وهي حصول الإنسان على سعرات حرارية بأقل ما يحتاج, واستخدمت هذه الوسيلة لسنوات عدة من أجل إطالة العمر بشكل عام. إلا أن اختبار هذا الأمر بحثياً لمعرفة ما إذا كان الحد من السعرات الحرارية يطيل العمر سواء للإنسان أو الحيوان, فإن هذا ليس واضحاً حتى الآن.
ومع ذلك, فإن العلماء قد وجدوا أن الحد من السعرات الحرارية هي وسيلة فعالة لعلاج مجموعة من المشاكل المرضية من بينها الربو وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية ومرض السكر وإصابات الحبل الشوكي, ويقول أخصائي التغذية "مارك ماتسون" بالمعهد الوطني للشيخوخة في بالتيمور, أن عملية الحد من السعرات الحرارية تعمل على الوقاية من مرض الزهايمر والسرطان.
وينصح ماتسون الذي هو نفسه يمارس عملية الحد من السعرات الأشخاص الذين يعانون من السمنة أو زيادة الوزن بإتباع هذه العملية, وقال في الوقت نفسه إننا بحاجة إلى مزيد من البحث حول إذا ما كان هذا الأمر مفيدا للأشخاص النحيفين أم لا. وكان ماتسون قد ناقش هذا الأمر في الاجتماع السنوي لجمعية تقدم العلوم الأمريكية.
وفي دراسة نشرت العام الماضي في المجلة الدولة للبدانة, وجد ماتسون وزملاءه أن عملية الحد من السعرات الحرارية تقلل من عوامل خطر الإصابة بالسرطان بين السيدات البدينات اللاتي لديهن تاريخ عائلي في الإصابة بسرطان الثدي. فالسيدات اللاتي تناولن سعرات حرارية أقل 25% من اللاتي يحتجنها, قد انخفضت لديهن مستويات الهرمونات والالتهابات المرتبطة بخطر سرطان الثدي.
بينما كان ماتسون قد قدم دراسة أخرى قبلها في 2007 حيث أجرى هو وزملاءه اختباراً على 10 مرضى يعانون الربو, حيث مارس معهم عملية الحد من السعرات بمقدار نحو 500-600 سعر حراري يومياً, فبعد 8 أسابيع وجد ماتسون أن هؤلاء المرضى قد أصبحوا قادرين على التنفس بشكل أفضل.
الوقاية من بعض الأمراض الأخرى
يقول ماتسون أن الحد من السعرات الحرارية قد يساعد أيضاً في الوقاية من الزهايمر. ففي فئران كانت لديها القدرة على تطور مرض الزهايمر لديها, تم اختبار حد السعرات عليها في غذائها, أظهرت شكل أفضل في اختبارات الذاكرة, كما انخفض لديهم مستوى بروتين بيتا أميلويد في المخ مقارنة بتلك الفئران التي لم تمارس عملية حد السعرات. ويتواجد هذا البروتين في أدمغة مرضى الزهايمر, ويعتقد أنه يشارك في إحداث هذا المرض.
ويختم ماتسون كلامه بأن عملية الحد من السعرات فد لا تفيد كل الأمراض, فمثلاً مرضى التصلب العضلي الجانبي المنسوب لاسم لاعب البيسبول الأمريكي السابق "لو جريج", لا يفديهم الحد من السعرات, بل يزيد مرضهم سوءا.