قد تكون الولايات المتحدة من أغنى الدول على وجه البسيطة إلا أنها في الجانب الصحي لا تبدو كذلك, فوفقاً لتقرير صدر مؤخراً من قبل المجلس الوطني للبجوث ومعهد الطب, فإن الولايات المتحدة تعد الأسوأ صحياً بين الدول الأغنى في العالم. ووضع التقرير الولايات المتحدة في المقارنة مع 16 دولة أخرى من ذات الدخل الأكبر في العالم تضم اليابان وبعض دول أوروبا وكندا وأستراليا.
وأظهر التقرير أن الأمريكيين لديهم معدلات وفاة مبكرة أعلى من بقية هذه الدول. وقال "ستيفين وولف" أستاذ طب الأسرة بكلية الطب جامعة فيريجينا كومينوليث في ريتشموند أن الأمريكيين يموتون بشكل أسرع مقارنة ببقية الدول الأعلى دخلاً الذين يعيشون حياة أطول.
ورأى الفريق الذي أعد التقرير أن الأمريكيين يعانون من مشاكل صحية عديدة بالرغم من مستوى الدخل والتعليم والتأمين الصحي. ووجد التقرير أيضاً أن الأطفال الأمريكيين يعانون من نقص الوزن عند الولادة وبعض الأمراض الناتجة عن الاتصال الجنسي والسمنة وأمراض السكري والقلب والحمل في سن صغيرة.
ووفقاً لهذا التقرير, فإن المراهقين الأمريكيين لديهم معدلات أعلى للوفاة نتيجة حوادث السيارات والقتل والحمل في سن المراهقة وما أكثر من ذلك, فهم الأكثر عرضة للعدوى التي تحدث عن طريق الاتصال الجنسي مقارنة بنظرائهم في الدول الأخرى الأعلى دخلاً.
ويصف وولف نتائج هذا التقرير بأنها مأساة. وعلى جانب آخر, فإن بعض الخبراء يقولون أنها معلومات غير طازجة حسبما قال الدكتور "مارك روبرتس" المختص في الاقتصاد السياسي والصحة العامة بكلية الطب جامعة هارفارد. ويشير روبرتس إلى أن أي شخص درس الاختلافات في الأنظمة الصحية سوف يعرف أن هذا حادث منذ عقود. ويتهم روبرتس التقرير بالسطحية حيث يرى أنه كان يجب أن يغوص بشكل أعمق في الأسباب التي تجعل الدول الأخرى أعلى مستوى صحي من أمريكا.
ويشير روبرتس إلى أن بعض هذه الدول لديها مساواة في الرعاية الطبية بين المواطنين, فيم يغيب هذا عن بلد مثل الولايات المتحدة الأمريكية. ويشير روبرتس إلى أن ارتفاع معدل الفقر واتساع الفجوة في الدخل بين الأمريكيين وسوء العادات الغذائية وارتفاع معدلات تعاطي المخدرات والمشروبات الكحولية تؤدي إلى المزيد من حوادث الطريق والقتل.
وعلى الرغم من هذا, فإن الأمريكيين تصل متوسط أعمارهم إلى 75عاماً وتنخفض الوفيات الناجمة عن السرطان والسكتات مقارنة بالدول الأخرى, كما أن لديهم أيضاً معدلات جيدة في السيطرة على ضغط الدم وانخفاض معدلات التدخين كذلك.
ووضع الفريق الذي نفذ التقرير الأمر أمام مسئولي الصحة لاتخاذ التدابير الكافية حيال انخفاض معدل الصحة بين الأمركيين. ويقول وولف أنه اذا استمرت هذه الأسباب, فإن أطفالنا سيواجهون نفس المشاكل الصحية وزيادة معدلات المرض مقارنة بالدول الغنية الأخرى.