لازال العلم الحديث يواصل تأكيداته لأحاديث الرسول محمداًَ, وآخر ما وصلت إليه الدراسات هو أن الأكل مع الأسرة له فوائد جمة, حيث أنها تبني أجساداً صحية وتزيد الترابط الأسري وتقلل من معدلات الاكتئاب. وكان الرسول قد أخبرنا أن الأكل في جماعة يصيب بالبركة وهي كلمة جامعة.
فوفقاً لدراسة بحثت في نتائج دراسات سابقة, أكدت أن الأطفال الذين يتناولون الطعام مع أسرهم هم أكثر صحة وأقل عرضة للبدانة. وكان الباحثون في جامعة روتجرز بولاية نيوجيرسي بأمريكا, قد حللوا نتائج 68 دراسة سابقة لتقييم مدى تأثير تناول الطعام الأسري على تناول الأغذية بشكل صحي. حيث وجدت هذه الدراسة أن هؤلاء الصغار الذين يتناولون الطعام مع أسرهم هم الأقل في مؤشر كتلة الجسم وأنهم يأكلون المزيد من الفاكهة والخضر والألياف والأطعمة الغنية بالكالسيوم والفيتامينات.
وفضلاً عن ذلك, فإن العلماء قد أكدوا أن تناول الأسر معاً يجعل الأطفال يأكلون الأغذية الغير صحية بشكل أقل مثل رقائق البطاطس والحلويات. كما أنهم يأكلون كميات أقل من هؤلاء الذين يأكلون وحدهم.
بجانب هذا أيضاً, فقد استخلص الباحثون أن المراهقين الذين يتناولون الطعام مع عائلاتهم كانوا أقل احتمالاً للتعرض للإصابة بالاكتئاب, حيث يشعرون أن أسرهم تعضدهم حينما يأكلون معهم. وتقول "جينيفر مارتن بيجرز" الباحثة الرئيسية في هذه الدراسة أنه من المثير للاهتمام أن نجد أن شيئاً بسيطاً مثل التناول الجماعي للطعام تجلب المنافع لجميع أفراد العائلة.
ووجد الباحثون كذلك أن التفاعلات الأسرية خلال التناول الجماعي للطعام كانت مهمة. وتضيف "بيجرز" طالبة الدكتوراه في جامعة روتجرز أنهم يعتقدون أن الأسرة التي تقضي أكبر قدر من الوقت معاً خاصة خلال الطعام, يتوفر لدى الآباء المكان الأمثل فيها للتفاعل الجيد مع أبنائهم وتعليمهم على العادات الصحية. وكانت نتائج هذه الدراسة قد عرضت يوم الاثنين في الجمعية الأمريكية للتغذية في سان دييجو.