يعتقد أن الطفل الذي ولد غير مكتمل النمو لن يكون عرضة للبدانة, ولكن الدراسات أكدت أنها لاحظت أن هؤلاء الأطفال إذا سمح لهم بحرية الوصول إلى السعرات الحرارية, فإنهم سيصبحون أكثر عرضة للبدانة. والآن, يبدو أن الباحثين قد بدءوا في استيعاب هذا الأمر وأصبحوا قريبين للوصول إلى أسبابه. فقد وجد الباحثون في جامعة كاليفورينا نموذجاً حيوانياً ولد غير مكتمل النمو, بينما كان معدل إنتاجه للبيبتيدات العصبية المحفزة للشهية في المخ أعلى من أقرانه ممن ولدوا مكتملي النمو, مما يؤدي إلى زيادة استهلاك السعرات الحرارية بشكل أكبر من أقرانه.
تقول الدكتورة "شيرين ديفاسكر" أستاذ طب الأطفال بمستشفى ماتل الجامعي التابع لجامعة كاليفورنيا والرئيس التنفيذي للقسم أن بعض الدراسات الأخرى قد أظهرت أن العمليات العصبية ترسل إشارات إلى المخ تحث على تناول الطعام في حال غياب بعض الجينات الهرمونية مثل الليبتين. وتستعرض ما وجدوه قائلة أن ما عثروا هم عليه كانت جينات ترتبط بإنتاج محفزات للشهية في قشرة المخ تتحكم بشكل كامل في التحفيز على تناول الطعام لتعويض نقص التغذية في الرحم. وتشدد ديقاسكر على أنه يجب كبح جماح هذا الميل نحو تناول الكثير من الطعام مبكراً.
كانت الدراسة قد أجريت على نوع من القوارض يحاكي الطفل البشري الصغير. حيث تم تخفيض السعرات الحرارية التي كانت الأمهات الحوامل يتناولونها الذي أدى إلى ولادة صغار ناقصي الوزن. وبعدها تم فحص هؤلاء الصغار في سن مبكرة لمعرفة كمية الحليب التي يستهلكها وكذلك مراقبة عدد السعرات الحرارية الكلية التي يتناولها. بجانب أنهم أيضاً قد فحصوا البيبتيدات العصبية التي تؤثر على الشهية.
ولاحظ الباحثون أن تلك البيبتيدات التي تعمل على زيادة الشهية التي تنخفض في مرحلة حياة الجنين الناقص التغذية قد زادت بعد الولادة. بينما يحدث العكس مع تلك البيبتيدات التي تعمل على خفض الشهية حيث تقل بعد الولادة. ومع هذا, فإن الباحثين لا ينصحون الأمهات بتغذية الأطفال ناقصي الولادة على إتباع نظام غذائي قليل جداً في مستوى الطاقة قبل استشارة الطبيب في هذا الشأن, حيث يمكن أن يكون سبب انخفاض الشهية ليس جينياً وإنما يكون لأسباب أخرى ناجمة عن سوء التغذية أو إتباع الأم لنظام غذائي لخفض وزنها أثناء الحمل أو التدخين أو تعاطي المخدرات.