أظهرت دراسة بريطانية أن تغذية الأطفال المبتسرين باللبن مبكراً قد يفيدهم وهو عكس ما ينصح به دائماً من تأخير تناول الطفل المبتسر للحليب. وهذا وفقاً للعلماء بجامعة أكسفورد بإنجلترا, الذين أكدوا على أن الأطفال الذين تغذوا على اللبن في مراحل مبكرة من عمرهم, كانوا الأقل عرضة لمشاكل الهضم بعد إخراجهم من الحضانات.
وتأمل مؤسسة خيرية معنية بالأطفال في بريطانيا أن تغير تلك النتائج من ممارسات التغذية. ويولد في بريطانيا وحدها أكثر من 60 ألف طفل غير كامل النمو سنوياً. ويتعرض هؤلاء الأطفال إلى مشاكل صحية بالغة الخطورة نظراً لعدم اكتمال نموهم, ومن أبرز هذه المشاكل هي مشاكل متعلقة بالأمعاء, حيث يتم لهذا تأخير تغذية هؤلاء الأطفال على الحليب في وحدات الرعاية للتخوف من حدوث مشاكل الالتهابات المعوية.
وأجريت هذه الدراسة من قبل جامعة أكسفورد البريطانية في نحو 54 مستشفى في جميع أنحاء إنجلترا وآيرلندا. وكان الباحثون قد غذوا نصف الأطفال المشاركين في الدراسة على اللبن بعد ولادتهم بيوم واحد, والنصف الآخر في اليوم السادس من الولادة. في الوقت ذاته, تمت تغذية ثلاثة أرباع هؤلاء الأطفال على الحليب الطبيعي. ولاحظ فريق البحث أن الأطفال في المجموعة الأولى الذين تغذوا على الحليب في يومهم الثاني, قد بدءوا في تناول الحليب بشكل كامل بعد 18 يوماً, مقارنة بالمجموعة الأخرى التي تغذت في يومها السادس, حيث بدأت عند اليوم الحادي والعشرين.
وتقول "أليسون ليف" أستاذ طب الأطفال في بيتر بروكيلهيرست أن تغذية الأطفال مبكراً جداً في وقت لا يتخطى 48 ساعة, يفيد الأطفال المبتسرين بشكل كبير, وأن الحليب سوف يقلل من الحاجة إلى التغذية عبر الحقن. ويأمل فريق البحث في أن توضع نتائجهم قيد التنفيذ بشكل مباشر في وحدات الرعاية.
وتأمل جمعية "النعيم" في بريطانيا المعنية بالأطفال ناقصي النمو بأن تفيد هذه النتائج في تغذية الأطفال الرضع بشكل أفضل, لأنها حتماً ستؤدي إلى تقليص الضغوط النفسية والمالية للآباء