ينال لبن الأم قدر هائل من التقدير منذ أزمنة طويلة لما عرف عنه من خصائص مميزة تعود على الطفل والأم معاً, إلا أن ثمة دراسة جديدة قام بها العلماء بالمركز الطبي بجامعة دوك الأمريكية أكدت أنه هناك خاصية فريدة من نوعها تجعل لبن الأم أفضل في حماية الرضيع من العدوى والأمراض من الألبان الصناعية الأخرى.
كانت نتائج هذه الدراسة قد نشرت في إحدى مجلات التغذية, حيث أوضحت كيف أن حليب الأم يعمل على زيادة عدد المستعمرات البكتيرية في معدة الطفل التي تعمل على امتصاص المغذيات من الطعام وتعزيز المناعة وتقاوم البكتيريا الضارة.
ويقول الدكتور "ويليام باركر" أستاذ الجراحة بجامعة دوك أن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تفحص أثار تغذية الرضع على الطريقة التي تنمو بها تلك البكتيريا.
كانت دراسات سابقة قد أكدت أن حليب الذي يعمل على تقليل حدوث أمراض الإسهال والأنفلونزا وأمراض الجهاز التنفسي في مرحلة الطفولة, بينما تعمل على حماية الإنسان من بعض الأمراض مثل السكري في مراحل لاحقة من العمر.
كان الباحثون قد قاموا بزراعة البكتيريا في عينات من حليب الأطفال الصناعي والحليب البقري وحليب الأم. كان الباحثون قد استخدموا 3 أنواع شهيرة من الحليب الصناعي التي تتكون من الحليب ومستخلص الصويا, ثم قاموا بشراء اللبن البقري الكامل من إحدى المتاجر.
تم تحضين الثلاث عينات حيث لوحظ نمو إحدى أنواع البكتيريا القولونية التي هي مفيدة للأمعاء للمقاومة ضد بعض أنواع البكتيريا التي تحدث التسمم الغذائي. في غضون دقائق كانت البكتيريا قد بدأت تتكاثر في جميع العينات, إلا أن طريقة نمو البكتيريا في حليب الثدي قد تغير عن باقي العينات, حيث بدأت البكتريا في تشكيل جدار عازل معاً ضد أي محاولة للاختراق من قبل البكتيريا الضارة, في حين أن البكتريا كانت قد بدأت تتكاثر في شكل عشوائي في عينات الحليب الصناعي واللبن البقري.