في دراسة هي الأكبر من نوعها كشف النقاب عنها مؤخراً أكدت أن تناول الحمضيات من أكبر أساليب الحماية من الإصابة بالسرطان. وللحقيقة, فإن النتائج كانت مفاجئة للغاية حيث يعمل على خفض مخاطر الإصابة لأكثر من نوع من أنواع السرطان, إلا أن هذا الأمر فقط للأشخاص الذين يتناولون الشاي الأخضر, والأكثر أهمية, أن التناول اليومي للحمضيات يعمل على حماية الجسم من الإصابة بالسرطان بشكل أكبر بكثير من تأثير الشاي الأخضر وحده.
كانت الدراسة التي نفذت في اليابان قد أجريت على أكثر من 42.000 رجل وإمرأة تتراوح أعمارهم ما بين 40-79, وبدأت هذه الدراسة عام 1994, حيث كانت تملأ استبيانات غذائية حول الاستهلاك اليومي من الحمضيات والشاي الأخضر, وتمت متابعة هؤلاء الأشخاص في الفترة من 1995 إلى 2003 (بمتوسط 7.6 عاماً). وخلال هذه الفترة, أصيب 3.398 شخصاً بالسرطان. ولم يتم الاستدلال على أن تناول الحمضيات وحدها كان له أكبر الأثر في الحماية من السرطان, ولكن كان هذا الأثر سارياً على الأشخاص الذين يتناولون كوب واحد على الأقل من الشاي الأخضر.
وأكدت التحليلات التي أجريت على نتائج هذه الدراسة على انخفاض خطر الإصابة بالسرطان في الرجال إلى 17%, بينما زادت عند النساء إلى 18%. وزادت نسبة الوقاية إلى أقصى معدلاتها لدى الأشخاص الذين تناولوا الشاي الأخضر مع الحمضيات يومياً. وكانت دراسات سابقة قد أكدت على أن تناول الشاي الأخضر يعمل على الحد من مخاطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان مثل سرطان الرئة والمبايض والبروستاتات والكبد والفم والرحم.
وعند تحليل الدراسة بصورة أعمق, وجد أن تناول الحمضيات مع الشاي الأخضر يومياً قد أدى إلى خفض مخاطر الإصابة ببعض أنواع السرطان إلى نسب جيدة للغاية, فانخفضت نسبة الإصابة بسرطان البنكرياس لدى الرجال والنساء على السواء إلى 38%, وإلى 37% في سرطان البروستاتا عند الرجال وهي نسب تكاد تكون غير عادية بالمرة. بجانب أنه لوحظ أيضاً انخفاض خطر الإصابة ببعض الأنواع الأخرى من السرطان مثل سرطان الثدي والقولون والكلى والمثانة والمرئ إلا أنه لم يتم تحديد النسب بصورة دقيقة لحدوث عدد قليل فقط من الحالات.
ولم يكن يعلم الباحثون الذين قاموا بالدراسة التي تسمى أوساكي كورت لماذا يعمل الشاي الأخضر مع الحمضيات بشكل جيد للحماية من الإصابة بالسرطان, ودعوا إلى إجراءات المزيد من الدراسات لفحص هذه المسألة. والجدير بالذكر أن اليوسفي هو من الفاكهة الحمضية الرئيسية التي يستهلكها الشعب الياباني.
وعلى أية حال, فإن دراسة أخرى حديثة أجريت في جامعة بوردو ربما تفسر نتائج الدراسة اليابانية الأولى, حيث أوضح الباحثون بالجامعة الأمريكية على أن أثر الشاي الأخضر كمضاد للسرطان يعتمد في احتواءه على البوليفينول لاسيما EGCG, وأوضح الباحثون أن هذه المواد لا تستقر تماماً في القناة الهضمية, حيث أنها بعد الهضم توجد أقل من 20% منها. إلا أن هذه النسبة تغيرت مع إضافة بعض الإضافات المختلفة للشاي الأخضر وكان من بين هذه الإضافات هو عصير الحمضيات الذي كان الأكثر فاعلية بين كل الإضافات المختلفة, حيث رفع معدل الاسترجاع للبوليفينول إلى أكثر من 76%.
ومن أجل رفع الوقاية من السرطان, فإن الباحثين ينصحون بتناول الشاي الأخضر مع الحمضيات مثل البرتقال أو اليوسفي أو الليمون ومن المهم أن يتم تناول ذلك يومياً.