أشارت دراسة حديثة إلى أن الرضاعة الطبيعية قد تساعد البكتريا المفيدة على النمو داخل الأمعاء, حيث تعمل هذه البكتريا على رفع المناعة داخل الجسم وتساعد على عمل الأمعاء بشكل أفضل. ونشرت هذه النتائج في مجلة "جينوم بيولوجي", وأظهرت هذه النتائج أن وجود هذه البكتريا المفيدة في الأمعاء تعمل على تغيير عمل الجينات المسئولة عن عمل الجهاز المناعي. وكتب الباحثون في صدر بحثهم أن الفترة الأولى من حياة الرضيع هي الحاسمة لتطور الجهاز المناعي والأمعاء.
وأكد الباحثون على وجود ارتباط بين الرضاعة الطبيعية وصحة الأمعاء, إلا أنهم بحاجة إلى المزيد من الدراسات لتأكيد نتائجهم الأخيرة. وقارن الباحثون المادة الوراثية في عينات البراز التي حصل عليه من 12 رضيعاً يبلغون من العمر 3 أشهر. كان 6 منهم يرضعون طبيعياً, بينما بقيتهم يرضع صناعياً, ومن ثم استخدموا المادة الجينية لتحديد أنواع البكتريا الموجودة في أمعائهم.
ووفقاً "لروبرت تشابكين" أستاذ التغذية والكيمياء الحيوية بجامعة تكساس الأمريكية, فإن هذه النتائج تشير إلى أن الأطفال الذين يرضعون طبيعياً عثر في أمعائهم على مجموعة واسعة من البكتيريا الصحية المفيدة مقارنة بأولئك الأطفال الذين لا يرضعون طبيعياً, وخاصة تلك الأنواع البكتيرية النادرة التي تعمل على تغيير الإشارات الجينية في الجينات المقاومة للمضادات الحيوية, وتزيد من نشاط الجينات التي تعمل على الدفاع عن الأغشية المعدية ضد الهجمات الخطيرة ضدها.
وختم تشابكين بيانه بقوله أن نتائجهم تشير إلى أن حليب الأم يعزز من المنفعة التي تصب في صالح جهاز المناعة ويحافظ على صحة الأمعاء. الجدير بالذكر, أن منظمة الصحة العالمية تنصح الأمهات بإرضاع أطفالهن طبيعياً لمدة عام على الأقل. ووفقاً للإحصاءات الأخيرة, فإن هناك نحو 43% من الأطفال قد رضعوا طبيعياً حتى عمر 6 أشهر, بينما 22.4% قد رضعوا طبيعياً لمدة عام.