يتساءل الباحثون دائماً لماذا يتعرض الأشخاص الذين يتناولون نظاماً غذائياً غنياً بالملح إلى العديد من المشكلات الصحية التي لا يبدو ثمة رابط مباشر بينها وبين تناول الملح مثل حصوات الكلى وهشاشة العظام, إلا أن الباحثين في جامعة ألبرتا قد استطاعوا من تفكيك هذه المعضلة من خلال دراستهم على بعض النماذج الحيوانية.
فقد اكتشف الباحث الرئيسي في هذه الدراسة "تود ألكسندر" وفريق البحث معه أن هناك صلة مهمة بين الصوديوم والكالسيوم حيث أن ثمة جزئ واحد مشترك بينهما يعمل على التخلص من كليهما في ذات الوقت. فعندما يتناول الإنسان الملح, فإن تركيز الملح يزداد في البول ومن ثم يتخلص الجسم منه عن طريق البول مرافقاً معه الكالسيوم مستنزفاً معه مخزون الكالسيوم في الجسم. ومن المعلوم أن المستويات العالية من الكالسيوم في البول تقود لتكون حصوات الكلى, في حين أن تآكل مخزون الجسم من الكالسيوم يقود إلى ترقق العظام.
ويعلق ألكسندر الباحث في كلية الطب والأسنان بجامعة ألبرتا الكندية على بحثهم الذي نشر مؤخراً في مجلة علم وظائف الأعضاء بأن أبحاثهم قد أكدت أنه حينما يحاول الجسم أن يتخلص من الصوديوم عن طريق البول, فإنه يصطحب معه الكالسيوم أيضاً.
ويضيف قائلاً أن اكتشافهم هذا مثير للغاية حيث أن الكثير من الناس يتناولون المزيد والمزيد من الملح يومياً في أغذيتهم وهذا يعني أنها فرصة لتخلص أجسادنا من المزيد والمزيد أيضاً من الكالسيوم وأن هذا البحث أيضاً يعضد من أهمية تناول أغذية منخفضة الملح.
وعرف لوقت طويل أن هذا الجزيء يعمل على طرد الصوديوم خارج الجسم, إلا أن الاكتشاف الجديد وجد أنه مسئول أيضاً عن التخلص عن الكالسيوم في الجسم. ويشير ألكسندر إلى أن هذا الجزيء يبدو أنه يلعب دوراً مزدوجاً بحيث يتخلص من الصوديوم والكالسيوم معاً.
ويعاني نحو 10 ملايين أمريكياً من مرض هشاشة العظام الناتج عن نقص الكالسيوم بالجسم, فيم يبدو أن يهدد نحو 44 مليون آخرين. ويكلف الولايات المتحدة سنوياً نحو 14 مليار دولار لمواجهته.