اللبن غير المعالج حرارياً أو اللبن الخام يتسبب في انتشار الأمراض بنسبة 150 مرة أكثر من اللبن المعالج بالحرارة (المعقم أو المبستر), وهذا وفقاً لتقرير صادر عن مركز مقاومة الأمراض والوقاية الأمريكي. ويوضح الباحث الذي شارك في الدراسة أن الأمراض الناجمة عن الألبان تتضاعف في الولايات التي تسمح ببيع اللبن الخام عن الولايات الأخرى التي لا تسمح بتداول اللبن بشكل خام.
كان الباحثون قد جمعوا في فترة هذه الدراسة ما بين 1993 إلى 2006 البيانات عن الأمراض الناجمة عن اللبن ومنتجاته في الولايات المتحدة الأمريكية. خلال هذه الفترة أنتجت الولايات المتحدة نحو 2.7 تريليون رطل لبن (1.22 كجم), كان للبن الخام غير المعالج حرارياً نصيب يعادل 1% من الإنتاج الكلي. ومن ثم تمكن الباحثون من حساب أن اللبن الغير معالج قد تسبب في الإصابة بالأمراض المرتبطة بالحليب بما يزيد عن 150 ضعف الألبان المعالج بالحرارة - بما في ذلك الزبادي والجبن -
وكانت الإحصائيات التي تم حسابها خلال هذه الفترة كالتالي:
- كان هناك 121 مرض متصل بمنتجات الألبان;
- هذه الأمراض تسببت في إصابة 4413;
- 239 مريضا كان يعالج بالمستشفيات من هذه الأمراض;
- لقي 3 أشخاص حتفهم بسبب العدوى من منتجات الألبان;
- كان في 73 حالة عدوى من بين 121 (60%) قد أعلنت السلطات مسئولية اللبن الخام عنها;
- 200 من المرضى الذين عولجوا في المستشفيات كانوا قد تناولوا منتجات اللبن الخام;
- حدثت العدوى في 30 ولاية;
- ثلاثة أرباع حالات العدوى من اللبن الخام حدثت في 21 ولاية جميعهم من الولايات التي كانت تسمح ببيع اللبن الخام;
- 7 ولايات قد غيرت قوانين بيع اللبن الخام في الفترة ما بين 1993 إلى 2006.
ليس من الممكن تحديد ما إذا كان الحليب الخام آمن سواء للنظر أو التذوق أو الشم أم لا, حيث أن بعض أنواع البكتيريا تنتقل إلى اللبن الخام خلال مراحل جمعه, حتى في أعلى ظروف النظافة, ومن خلالها يمكن أن تتكاثر وتتسبب الأمراض.
وتعمل بسترة الحليب على الوصول إلى درجة الحرارة التي لا تسمح بوجود البكتيريا المرضية في اللبن, حيث أن اللبن قبل أن يعامل حرارياً بالبسترة يحتوي على عدد كبير جداُ من الكائنات الدقيقة قد تصل إلى عدة ملايين في الميليتر الواحد. وتسبب هذه الكائنات عدة أمراض من بينها أمراض القولون والسل والحمى المالطية.
ويقول "روبرت توكس" نائب المركز عن قسم عدوى الغذاء بالمركز أن هذه الدراسة أظهرت وجود علاقة وثيقة بين قوانين الولايات وبين تفشي الأمراض الناجمة عن اللبن الخام. ويؤكد توكس على أن منع تداول الألبان الخام عن طريق سن القوانين قد تكون حلاً جيداً لمنع انتشار هذه الأمراض. وأن الدول التي تسمح ببيع اللبن الخام غير المعالج حرارياً سوف تتفشى الأمراض عندها مستقبلاً بسببه.
ووجد الباحثون أيضاً أن الخطورة تزداد مع الأطفال والمراهقين (الأقل من 20 عاماً), حيث كشفت الدراسة أن نحو 60% من المصابين كانوا في هذه الفئة العمرية, مقارنة بين 23% فقط من بين الأشخاص الذين تناولوا حليباً مبستراً. وهذا يؤكد على أن الأطفال لديهم قدراً أكبر من الإصابة بالأمراض الناشئة عن اللبن الخام من البالغين.
شارك في هذه الدراسة نائب المركز عن قسم الأمراض المعوية الأستاذة "باربرا ماهون" التي قالت بدورها "على حين يعتقد بعض الناس أن الحليب الخام يحمل فوائد صحية أكثر من الحليب المبستر, فإن هذه الدراسة قد أكدت على وجود مخاطر كبيرة من تناول هذه الألبان, خاصة بالنسبة للأطفال الذين لديهم حساسية أكبر في استقبال الأمراض" وتشدد على أن هؤلاء الآباء والأمهات الذين شاهدوا أطفالهم يعانون بعد شربهم للبن الخام لم يكن ليخاطروا بحياة أبنائهم بهذا الشكل.
وتعتمد البسترة على الوصول بدرجة حرارة اللبن إلى نحو 90 درجة مئوية لمدة تصل إلى أربع ثوان ثم التبريد المفاجئ الذي يعمل على إحداث خلل في الكائنات الدقيقة, وتعد مصر من بين الدول التي تسمح بتداول اللبن الخام في السوق على الرغم من انطوائه على مخاطر جمة