تعني كلمة الريجيم النظام الغذائي والذي يستخدم مرادفاً شهيراً له يطلق عليه "الدايت". والمثير أن الكثيرين منا يذكر هذه الكلمة دون معرفة معناها المحدد, لكن إذا عدنا إلى أصل هذه الكلمة, سنجد أنها مأخوذة من الفرنسية التي أخذتها من اللاتينية والتي تعني "الحياة" باللاتينية. وبالبحث في القواميس الطبية, سنجد أن كلمة ريجيم تعني طبياً النظام الغذائي الذي يطبق لغرض ما يراد تحقيقه. بينما كلمة "الدايت" تعني النظام الغذائي الذي يطبقه الإنسان في حياته العادية وأنه لا يشمل أنظمة غذائية معينة.
وعلى كلِ, فإن هناك بعض أشهر الأنظمة الغذائية والتي تطبق حول العالم, ونحن هنا سنلقي الضوء على هذه الأنواع الشهيرة بشكل مختصر لتعريف القراء بهذه الأنواع أولا.
أولاً: نظام أتكينز
يعد هذا النظام هو الأوسع انتشاراً حول العالم, وقد ظهر لأول مرة في عام 1972 حينما أصدر التغذوي الأمريكي "روبرت أتكينز" كتابه الشهير "ثورة نظام دكتور أتكينز الغذائي". ويرتكز هذا النظام على السيطرة على مستويات الأنسولين بأجسادنا. ولتبسيط هذا الأمر, فإنه حينما يتناول الإنسان أغذية غنية بالكربوهيدرات بكمية كبيرة, فإن هذه الكربوهيدرات تعمل على رفع مستوى الأنسولين لدينا بسرعة كبيرة, وتنقضي كذلك بسرعة. ويؤدي ارتفاع الأنسولين بشكل كبير في أجسادنا إلى تخزينه فيها بشكل أكبر مما نأكل على هيئة طاقة, وبالتالي, فإن أجسادنا لن تستهلك من الطاقة المخزنة في أجسادنا على هيئة دهون.
ويعتمد هذا النظام بشكل أساسي على تناول قدراً أكبر من البروتينات وقدراً قليلاً من الكربوهيدرات. وينقسم هذا النظام إلى أربع مراحل, فمرحلة البداية هي المرحلة الأكثر صرامة, حيث يوصي أتكينز بإتباعها لفترة أسبوعين, يحدث فيها تقليل الكربوهيدرات المستهلكة إلى قدر ضئيل للغاية, وزيادة معدل استهلاك البروتين. بينما المرحلة الثانية, يحدث فيها زيادة تدريجية لاستهلاك الكربوهيدرات والسكريات, والمرحلة الثالثة, يصل فيها الإنسان إلى الحد الأعلى من الكربوهيدرات المسموح بتناولها في نظام أتكينز, والمرحلة الأخيرة هي مرحلة يتم فيها تثبيت هذا النظام مدى الحياة.
ثانياً: رجيم التوازن الغذائي
تم تطبيق هذا النظام لأول مرة بمعرفة أستاذ الكيمياء الحيوية الكندي "باري سيرز". وهذا الرجيم يعني تقسيم أغذيتنا إلى ثلاث نطاقات محددة, يتم فيها تحقيق التوازن الغذائي, حيث يتم تناول 40% من غذائنا على هيئة كربوهيدرات, و30% من الدهون وأخرى مثلها من البروتينات في كل مرة نتناول فيها غذائنا. وهذا النظام فكرة الرئيسية تدور أيضاً حول فكرة السيطرة على مستويات الأنسولين. وتعتمد بشكل رئيسي على تناول الكربوهيدرات الجيدة وهي الكربوهيدرات غير المكررة, والحصول على الدهون من أغذية مثل زيت الزيتون وثمار الأفوكادو والمكسرات.
وقد نجح تطبيق هذا النظام على العديد من الأشخاص البدناء, من أشهرهم المكسيكي "مانويل يوربي" الذي كان يزن نحو 560 كجم في 2008, وظهر في فبراير من العام الجاري يزن نحو 200 كجم. وهو ما يعني أنه قد فقد نحو 360 كجم من وزنه في غضون أربع سنوات, ولا يزال يحاول إنقاص وزنه بشكل أكبر.
ثالثا: رجيم النباتيون
هناك أنواع عديدة للرجيم النباتي منها رجيم اللبن وهو يسمح فيه بتناول اللبن فقط كمصدر حيواني, وهناك رجيم البيض واللبن وهو يعتمد على البيض واللبن كمصادر حيوانية فقط مع عدم تناول أي غذاء حيواني آخر. كذلك فإن هناك نظاماً يعتمد على الأسماك فقط كمصدر حيواني. وهناك نظام نباتي خالص. وثمة العديد من الأبحاث التي أجريت مؤخراً قد أظهرت أن النباتيين أوزانهم أقل من هؤلاء الذين يتناولون الأغذية الحيوانية بشكل رئيسي, بجانب أنهم الأقل عرضة للأمام وبشكل أعم هم أطول عمراً.
ويعتمد النظام النباتي بشكل رئيسي على الحصول على الطاقة من الفواكه والبروتين من البقوليات أو بعض أنواع الأغذية الحيوانية بشكل ليس برئيسي, وعلى الدهون من الزيوت النباتية الصحية مثل زيت الزيتون وعباد الشمس.
رابعاً: رجيم البحر المتوسط
يعد نظام البحر المتوسط الغذائي هو أحد أشهر أنواع الرجيم التي بدأ الاهتمام بها حول العالم بعدما لاحظت العديد من الدراسات العلمية الصحة والأجساد التي يتمتع بها ساكنو البحر المتوسط خاصة في بلاد أسبانيا وجنوب إيطاليا واليونان وبعض الدول العربية من بينها المغرب على التحديد ودول المغرب العربي على السواء.
وعرف هذا النظام عام 1990 من قبل الدكتور "والتر ويليت" الأستاذ في كلية الطب بجامعة هارفارد, ويعتمد هذا النظام على تناول الخضروات والفواكه الطازجة واستخدام زيت الزيتون كمصدر رئيسي للحصول على الدهون. وتناول منتجات الألبان, وبخاصة الزبادي والجبن الأبيض الطازج والذي يكون عادة من ألبان الغنم والماعز, وكذلك تناول الأسماك بصورة معتدلة وبشكل أقل الدواجن وبشكل أقل البيض وبشكل أقل اللحوم الحمراء. وكذلك يعتمد هذا النظام على تناول البقوليات بشكل رئيسي كمصدر للبروتينات.