الحليب غذاء جيد بالنسبة للمخ ومن الممكن أن يؤثر هذا على نظام التعليم. فقد أشار باحثون في رسالة نشرت في مجلة طب الأعصاب إلى أن الدول التي تستهلك الكثير من اللبن ومنتجاته كان لديها عدداً كبيراً من الشخصيات الفائزة بجائزة نوبل العالمية.
وكانت ثمة دراسة قد نشرت العام الماضي في مجلة نيوإنجلاند الطبية قد أشارت إلى وجود رابطاً قوياً بين الشعوب التي تتناول الشوكولاتة بكثرة وبين عدد الفائزين فيها بجائزة نوبل مقارنة بعدد سكانها. حيث كانت هذه الدراسة قد أشارت إلى أن السببب فيها يرجع إلى الفولافونويدات التي توجد بالشوكولاتة والتي تساعد على زيادة قدرة الدماغ على العمل.
وقام الباحثون في هذه الدراسة التي أجريت مؤخراً بتحليل بيانات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة خاصة بنصيب الفرد من اللبن في 22 بلداً, حيث وجدت ثمة علاقة وثيقة بين زيادة استهلاك الحليب وبين الفوز بجائزة نوبل.
وكانت السويد الدولة الأكثر حصولاً على جوائز نوبل, فعلى الرغم من أن تعداد سكانها لا يتجاوز 10 مليون نسمة, إلا أنها نجحت في الحصول على الجائزة في 30 مناسبة مع العلم أنها أكثر الدول استهلاكاً في العالم للحليب حيث يبلغ نصيب الفرد السنوي حوالي 340 كيلو. ويمكن للبعض أن يشكك في هذا على أساس أنها الدولة التي تستضيف الجائزة وأن ثمة مجاملات تحدث, إلا أن سويسرا أيضاً والبالغ نصيب الفرد فيها 300 كيلو سنوياً من الحليب قد حصلت على رقم مقارب (29) من جوائز نوبل حتى الآن.
على جانب آخر, نجد أن الصين لديها عدداً قليلاً من الفائزين بنوبل مقارنة بعددها الضخم فلم يفز إلا 9 فقط من الصين بهذه الجائزة, ويبدو أن هذا يعود إلى متوسط استهلاكهم المنخفض للحليب والبالغ 25 كيلو سنويا للفرد.
لكن على أية حال, قد لايبدو هذا مؤشراً قوياً, ففنلندا والبالغ نصيب الفرد فيها 350 كيلو من الحليب لم يفز سوى أربع أشخاص فقط منها.
وهنا, يتساءل الباحثون عن مدى ارتباط استهلاك الحليب بقوة النظام التعليمي. إلا أن هناك تفسيراً بيولوجياً يبدو منطقياً, حيث أن الحليب غني بفيتامين (د) وهو مسئول بشكل رئيسي على تعزيز قدرة المخ على العمل حسبما تشير العديد من الأدلة.
ويستنتج المؤلفون أنه ربما تناول الشوكولاتة والحليب يزيدان من فرص الفوز بجوائز نوبل حيث لابد أن تتضافر الجهود لزيادة كمية استهلاك اللبن.