ذكرت دراسة أمريكية حديثة أن الذين يتناولون القهوة المحتوية على الكافيين أكثر من 4 مرات يومياً تنخفض لديهم مخاطر الإصابة بسرطان الحنجرة والفم بنسبة تصل إلى النصف مقارنة بمن لا يتناولون القهوة إلا نادراً أو لا يتناولونها إطلاقاً. وعلى الرغم من النتائج, إلا أن الباحثين أشاروا إلى أنهم بحاجة إلى المزيد من البحث لتأكيد نتائجهم التي توصلوا إليها, وأن هذه الدراسة تعد بمثابة الأخبار السعيدة لمتناولي القهوة ولا يمكن جعلها سبباً في أن يتناول الشخص أكثر من 4 أكواب يومياً من القهوة.
نشرت الدراسة في المجلة الأمريكية للأمراض ونقل موقع Medical News Today تقريراً مفصلاً عن هذه الدراسة التي قادتها "جانيت هيلدبراند" بمعاونة فريق بحثي من الجمعية الأمريكية لمرض السرطان بأتلانتا في جورجيا.
ويعد سرطان الفم والحنجرة من الأمراض التي يتم اكتشافها متأخراً بعد أن يتمكن المرض من العضو, كما أن أعراض المرض تكون متشابكة مع مشاكل أخرى مثل آلام الأسنان. ولكن يمكن اكتشاف هذا المرض في مراحله المبكرة عن طريق الكشف الدوري عند طبيب الأنف والأذن أو الأسنان.
ومن أكثر أعراض المرض حدوثاً آلام شديدة بالفم لا تنتهي وأيضاً قرح وبثور لا تلتئم. ومن أبرز الأسباب التي يمكن أن تساعد على تطور هذا المرض سريعاً هو التدخين وتناول الخمور. وأكثر المصابين بهذا المرض هم من المدخنين.
كانت دراسات سابقة قد أشارت إلى أن القهوة ترتبط بخفض مخاطر الإصابة بسرطان الفم والحنجرة. وأكدت الدراسة على أن الكافيين قد لا يكون وحده السبب الرئيسي في الحماية من المرض, لكنه جنباً إلى جنب أيضاً مع مضادات الأكسدة الموجودة بالقهوة مثل الفينولات العديدة والمركبات الأخرى التي تعمل على خفض مخاطر الإصابة بالسرطان.
كانت هيلدبراند وفريق بحثها قد جمعوا بيانات من دراسة الوقاية من السرطان التي بدأت عام 1982. حيث كانت هذه الدراسة قد جمعت معلومات غذائية وصحية وأسلوب الحياة من نحو 968.432 رجل وإمرأة, كان معدل استهلاك الشاي والقهوة ضمن هذه المعلومات. وحينما بدأت الدراسة لم يكن يعاني أياً منهم من السرطان ولكن خلال فترة 26 سنة من المتابعة كان 868 شخصاً قد ماتوا بسبب سرطان الفم والحنجرة.
وحينما قام الباحثون بتحليل استهلاك الشاي والقهوة وعلاقتها بسرطان الفم والحنجرة, كان هؤلاء الذين يتناولون أكثر من أربع أقداح يومياً من القهوة المحتوية على الكافيين قد انخفضت لديهم نسبة الإصابة بسرطان الفم والحنجرة إلى 49% مقارنة بمن يتناولونها مرة أو لا يتناولونها إطلاقاً. ولم تتأثر هذه العلاقة بالعمر ولا التدخين أو تناول الخمور.
ويؤكد الباحثون على ضرورة اكتشاف رابط بيولوجي بين الأسباب والنتائج التي حصلوا عليها. وصرحت هيلدبراند قائلة أن تناول 4 أكواب يومياً من القهوة من الممكن أن يخفض مخاطر المرض إلى النصف. ولكنها حذرت في الوقت ذاته أن القهوة لها أثار جانبية قد تمنع بعض الأشخاص من تناولها بكميات كبيرة.