أظهرت دراسة قام بها لفيف من علماء النفس في جامعة نوتنجهام البريطانية أن الأطفال المفطومين على تناول الأطعمة الصلبة هم الأفضل اختياراً للأطعمة الصحية والأقل عرضة لزيادة الوزن عن هؤلاء الأطفال الذين يتناولون أغذية لينة.
كان البحث الذي قد نشر في المجلة الطبية البريطانية قد درس أثر الأغذية التي يفطم عليها الطفل على أنماط أذواقهم الغذائية, وعلى مؤشر كتلة الجسم المبكر. وأجري هذا البحث على 155 طفلاً.
وتقول "إلين تانونسيند" الباحثة المشاركة في الدراسة وهي أستاذ بكلية علم النفس في الجامعة أنه على الرغم من أنه كانت هناك العديد من الدراسات التي كانت قد ركزت على إدخال الأطعمة الصلبة إلى غذاء الطفل, فقد كان هناك ندرة في الأدلة التي تؤكد أثر الأنظمة المختلفة من التغذية عند الفطام على أنماط الغذاء والاحتمالات الصحية إزائها. وتؤكد على أنهم قد قدموا أول بحث لدراسة ما إذا كان أسلوب الفطام يؤثر على أذواق الأطفال الغذائية وصحتهم مستقبلا.
وتضيف الباحثة المشاركة في الدراسة "نيكولا بيتشفورد" أن دراستهم قد أثمرت عن نتائج مثيرة للاهتمام. حيث تشير الدراسة إلى أن أسلوب فطام الطفل له تأثير إيجابي على مدى تذوق الطفل للأطعمة التي تشكل اللبنات الأساسية لوعيه الغذائي. كذلك فإن تأثير الفطام يعمل على تعزيز الاختيار الصحي للغذاء في مرحلة الطفولة المبكرة الذي يعمل على الوقاية من البدانة.
كانت قد أجريت هذه الدراسة في معمل الطفل ومقره كلية علم النفس في جامعة نوتنجهام, وكانت أعمار هذه الأطفال قد تراوحت ما بين 20 شهراً و6 سنوات ونصف, وتم الاتفاق مع ذويهم بملأ استبيان حول تجاربهم في تغذية الرضع وأسلوب الفطام. كانت 92 أماً تسمح لطفلها حينما يبلغ 6 أشهر أن يأكل بعض الأغذية الصلبة, بينما كان 63 من المشاركين في الدراسة قد أكدن على أنهن كن يقمن بتغذية أطفالهن بالطرق العادية عن طريق تغذيتهن أطعمة لينة بالملاعق وأنهن كن يزدن من صلابة الغذاء كلما كبر الطفل.
وبحثت أيضاً الدراسة في 151 نوعاً مختلفاً من الأغذية الأكثر شعبية من كل مجموعة سواء الكربوهيدرات أو البروتينات أو الألبان وغيرها. بعد تحليل النتائج, وجدت الدراسة تبايناً بين كلتا المجموعتين في اختيار الغذاء المفضل لدى الأطفال, حيث وجدت أن المجموعة الأولى التي تأكل بنفسها, كانت الأطعمة المفضلة لديها هي التي هي الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات, بينما المجموعة الأخرى تفضل تناول الأغذية السكرية.
ويعتقد علماء النفس أن فهم العوامل التي تساهم في التغذية الصحية للطفل مبكراً هي أمر بالغ الأهمية, لأن هذا هو الوقت المناسب لتغيير أذواق أطفالهم الغذائية وتشجيعهم على تناول غذاء صحي. حيث أن النتائج قد أظهرت أن الأطفال الذين كانوا يأكلون أغذية كربوهيدراتية قد تشكل لديهم استجابة مبكرة للتغذية الصحية.
ويخلص البحث إلى أن أسلوب الفطام له تأثير بالغ على نوعية الغذاء الذي يفضله مستقبلاً, كذلك يحدد صحة الطفل مستقبلاً. وتشير النتائج إلى أن الطفل الذي كان يأكل أغذية صلبة قد تعلم كيف يمكن أن ينظم كيف يتناول غذائه بجانب انخفاض مؤشر كتلة الجسم لديه.