أظهر بحث نشر في مجلة التكاثر البشري, تأثير الدهون التي يتناولها الرجال على نوعية السائل المنوي لديهم. وأجريت الدراسة على 99 رجلاً أمريكياً, وأوضحت الدراسة ارتباط تناول كميات كبيرة من الدهون بانخفاض عدد الحيوانات المنوية, بينما أظهرت أن الرجال الذين تناولوا دهوناً غير مشبعة التي توجد بكثرة زيت السمك وزيت الكتان, أن حيواناتهم المنوية كانت الأفضل بين الذين تناولوها بصورة أقل.
ويقول الباحثون أن هذه النتائج تحتاج على تعضيد بأبحاث أكثر نظراً لأن هذه الدراسة قد أجريت على طيف قليل من المشاركين.
وقالت الدكتورة جيل أتامان أستاذ التناسل الحيوي بكلية الطب بجامعة هارفارد وزميل قسم التناسلية والعقم بمستشفى ماساشوسيتس العام, أنه إذا أجرى الرجال بعض التغيرات في نظامهم الغذائي مثل خفض نسب الدهون المشبعة وزيادة نسبة دهون أوميجا-3, فإنه يمكن أن يحدث لديهم زيادة في خصوبتهم. وتضيف أيضاً أن هذه التعديلات في الأنظمة الغذائية, ستعمل أيضاً على رفع الصحة العامة لديهم, حيث أن خفض كمية الدهون المشبعة في الغذاء من شأنه تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب التي ترتبط بزيادة نسبة الدهون المشبعة.
كانت هذه الدراسة قد أجريت في الفترة بين ديسمبر 2006 وأغسطس 2010 من قبل أتامان وزملاءها على 99 من الرجال, حيث تم تحليل عينات من الحيوانات المنوية لديهم, بما في ذلك قياس مستويات الأحماض الدهنية داخل الحيوانات المنوية. كما تم قياس العدد الكلي للحيوانات المنوية. كما تم قياس بلازما المني في 23 مشاركاً من بين التسع وتسعون الذين شاركوا.
تم تقسيم المشاركين إلى 3 مجموعات حسب استهلاكهم للدهون. حيث وجد الباحثون أن العد الكلي للحيوانات المنوية قد انخفض بمقدار 43%, وأن تركيز السائل المنوي قد انخفض إلى 38% في الأشخاص الذين يتناولون الدهون بصورة أكبر من غيرهم.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية, فإن العدد الطبيعي للحيوانات المنوية يجب أن لا يقل عن 39 مليون حيوان, في حين أن تركيزها لا بد أن لا يقل عن 15 مليون لكل مل. وأظهرت الدراسة تلك العلاقة بين الدهون في الغذاء وتأثيرها على نوعية الحيوانات المنوية.
بجانب هذا, فإن الدراسة قد أظهرت أيضاً أن الرجال الذين تناولوا كميات أكبر من أحماض أوميجا-3 الدهنية كان قد ارتفع لديهم العدد الكلي للحيوانات المنوية عن غيرهم الذين تناولوها بشكل أقل. وسلط البحث الضوء أيضاً على أن 71% من هؤلاء المشاركين كانوا يعانون من الوزن الزائد أو البدانة المفرطة, وهو أحد العوامل أيضاً التي تؤثر على نوعية الحيوان المنوي.
وتختم الدكتورة أتامان كلامها بقولها أنه حسب علمهم أن هذه الدراسة هي الأكبر حتى الآن التي تدرس تأثير نوعية الدهون الغذائية على خصوبة الرجال, وأنهم بحاجة إلى المزيد من الدراسات مستقبلاً