في الوقت الذي يتسبب فيه كثرة تناول الطعام أكثر من اللازم في بدانة الإنسان, فإن النتيجة ذاتها تتحقق حينما يكون هناك خوف من عدم كفاية الطعام. وهذا وفقاً لدراسة قدمت خلال الاجتماع السنوي لجمعيات طب الأطفال في بوسطن السبت الماضي. ما يسمى بحالة انعدام الأمن الغذائي والذي يعاني منه الأسر ذات الدخل المنخفض حيث تتسبب هذه الحالة بشعور هذه العائلات بالقلق إزاء الشعور بعدم وجود ما يكفي من الغذاء, هذه العائلات غالباً ما تعاني أفرادها من زيادة الوزن.
وتقول "راشيل جروس" الأستاذ المساعد في قسم طب الأطفال بكلية طب ألبرت أينشتاين أن فهم الأسباب التي تجعل الأسر ذات الدخل المنخفض يعانون غالباً من زيادة الوزن من الضرورة بمكان لمعالجة هذا الخطر. وكانت جروس وفريق بحثها قد استقبلوا 201 من الأمهات ذوات الدخل المنخفض مع أطفالهن الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر, حيث تم سؤالهن عن نظام تغذيتهن لأطفالهن من ناحية إذا كانوا يحاولون التحكم في الكميات التي يأكلها الطفل أو ممارسات التغذية أو الرضاعة الطبيعية أو إضافة بعض الحبوب إلى زجاجات الرضاعة. علماً بأن العديد من الدراسات السابقة قد أكدت على أن ممارسات التغذية السيئة خلال فترة الرضاعة تقود للبدانة غالباً في المستقبل.
وأظهرت النتائج أن حوالي ثلث الأمهات قد اعترفن بمخاوفهم من انعدام الأمن الغذائي. وقالت جروس أنهم قد وجدوا أن انعدام الأمن الغذائي يسيطر على ممارسات التغذية السيئة التي ثبت أنها تؤدي إلى البدانة, حيث أن هذه الحالة تجعل الأمهات يشجعون أطفالهن على تناول المزيد من الطعام حتى إذا كانوا شبعى. وأن هذه الممارسات تؤدي إلى عدم قدرة الطفل على تنظيم طعامه مما يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام من ثم زيادة الوزن.
وختمت جروس حديثها عن دراستها بإشارتها إلى أن هذا البحث يسلط الضوء على أهمية التصدي للجوع وسوء التغذية, حيث أن هذا قد يؤدي إلى السمنة.