حذرت دراسة حديثة نشرت مؤخراً في عدد مايو 2012 من مجلة طب الأسنان من الزيادة المطردة في تناول مشروبات الطاقة خاصة بين المراهقين, حيث أنها تسبب أضراراً بالغة على الأسنان, وعلى وجه التحديد, فإن المستويات العالية من الحموضة التي توجد في تلك المشروبات تسبب تآكلاً في طبقة المينا بالأسنان.
وتعلق "بونام جين" الباحث الرئيسي في هذه الدراسة والباحث في جامعة جنوب إلينوي بكلية طب الأسنان على نتائج هذه الدراسة حيث تشير إلى أن هناك الكثير من الشباب اليافعين يستهلكون مشروبات الطاقة اعتقاداً منهم بإنها سوف تحسن من أدائهم الرياضي ومستويات الطاقة لديهم وأنها بوجه عام أفضل من المشروبات الغازية, إلا أن أغلبهم سوف يصدم حينما يعلم أن هذه المشروبات تسبب تآكلاً في أسنانهم عن طريق زيادة الحموضة داخل الفم.
وكان الباحثون قد درسوا مستويات الحموضة في 13 مشروباً رياضياً و9 مشروبات طاقة, وقد وجدوا أن هناك تفاوتاً بين الأنواع المختلفة وكذلك بين النكهات المختلفة للنوع الواحد. وكان الباحثون قد غمسوا عينات من مينا الأسنان في كل مشروب لمدة ربع الساعة, ثم غمرها في لعاب اصطناعي لمدة ساعتين. وكان يتم تكرار هذا الأمر نحو 4 مرات في اليوم لمدة 5 أيام, وكانت عينات المينا تخزن في بقية الأوقات في لعاب صناعي جديد.
وتقول جين أن هذه الاختبارات تحاكي بشكل كبير ما يمارسه الشباب الرياضيون في أمريكا, حيث يتناولون المشروبات كل بضع ساعات. ووجد الباحثون أن طبقة المينا قد تعرضت لضرر بالغ بعد خمسة أيام فقط من بدء التجربة. ووجد الباحثون أن الضرر مضاعف في مشروبات الطاقة مقارنة بالمشروبات الرياضية.
ويتناول نحو 30-50% من المراهقين في الولايات المتحدة ما يسمى بمشروبات الطاقة بشكل يومي, وأن هذه النتائج لابد أن توضع في الاعتبار من قبل الآباء والأمهات لتحذير أبنائهم من خطورة تناول هذه المشروبات التي تسبب الضرر للأسنان ومن ثم زيادة تعرضها للتسوس.
وتعلق "جينيفر بون" المتحدث باسم أكاديمية طب الأسنان العام بأمريكا على هذه الدراسة قائلة أن هناك الكثيرين من الشباب يأتون إلينا يشتكون من هذه الأعراض ولا يعرفون لماذا تأتي, وتوصي بون مرضاها بتقليل كميات مشروبات الطاقة المستهلكة واستبدالها بمضغ علكة خالية من السكر أو المضمضة بالماء بعد تناول هذه المشروبات مباشرة, وأنهم يجب عليهم الانتظار ما لا يقل عن ساعة قبل تنظيف أسنانهم بالفرشاة عقب تناول المشروب.