عتبر الأوكسجين عاملاً حيوياً هاماً في بناء جسم الإنسان , حيث يشكل مع الماء ثلثي كتلة جسم الإنسان , ويدخل الأوكسجين في تكوين البروتينات والدهون والكربوهيدرات , ويوجد الأوكسجين بنسبة 21% في الغلاف الجوي للكرة الأرضية.
هذا ما أكد عليه الدكتور محمد علي حجازي أستاذ طب الأطفال بجامعة القاهرة في ندوة طبية عقدت بساقية الصاوي تحت عنوان "الأوكسجين كعلاج ووقاية".
وأشار حجازي إلى أن الأوكسجين يستخدم الآن في مجالات عديدة , حيث يستخدم على النطاق الصناعي سواء في صناعة الحديد والصلب أو الملابس أو صناعة المياه وفي أعمال التنقيب تحت أعماق المياه. كما أنه له أهميته على المستوى البيئي حيث أنه ضروري لحياة جميع الكائنات الحية ومهم كذلك للتربة.
كما يستخدم الأوكسجين الآن في الأغراض الطبية مثل الأزمات الربوية والقلبية والالتهابات الرئوية للأطفال حديثي الولادة , كما يعالج أيضا التشنجات الصرعية.
وأشار الدكتور حجازي زميل معهد باستر بليون الفرنسي إلى أن الأوكسجين يساعد في زيادة المناعة ومقاومة الأمراض ويساعد أيضا على التخلص من مخلفات التفاعلات الكيميائية التي تحدث في جسم الإنسان , بجانب أنه يدخل في تكوين كرات الدم الحمراء.
ومن بين استخداماته الطبية , ففي اليابان حيث تعتقد ديانتهم بحرمة نقل الدم حتى ولو كان المريض في حاجة ماسة إليه , حيث يستعيضون عن ذلك بالإريثروبيوتين وهو أحد البروتينات الحيوية التي تنتج في الكلى ويعمل على تحفيز نخاع العظام على تصنيع المزيد من كريات الدم الحمراء وزيادة نسبة الأوكسجين في الدم. إلا أنه قد يسبب بعض المشاكل الصحية على المدى البعيد مثل الضغط العالي وآلام الظهر والجلطات.
وأشار أستاذ طب الأطفال بالقصر العيني إلى أن من أهم أعراض نقص الأوكسجين هو الازرقاق سواء الطرفي أو الكلي , حيث يتحول الجلد والأغشية إلى اللون الأزرق كنتيجة لنقص الأوكسجين في الدم إلى أقل من 85% , كما يمكن أن يسبب الاختناق الكامل.
ومن أسباب نقص الأوكسجين في جسم الإنسان , أشار حجازي إلى أن هناك أسباب قلبية مثل العيوب الخلقية وهبوط القلب , وأسباب رئوية ومنها البلع الخاطئ والحوادث والجلطات وسوء التهوية , بينما هناك أيضاً أسباب عصبية مثل الإغماءات , ومن بين ضمن هذه الأسباب كذلك , الأسباب الدموية مثل زيادة نسبة الهيموجلوبين بالدم عن 16 جم.
ويمر علاج نقص الأوكسجين بمراحل , حيث تبدأ بعلاج الأسباب , ثم يتم إعطاء جرعات مقننة من الأوكسجين , يمكن حتى استخدامها في المنزل عن طريق جهاز لضخ الأوكسجين. وحذر حجازي من العلاج بالأوكسجين في غياب إشراف طبي , حيث أن زيادة نسبة الأوكسجين في الدم قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة , مثل التشنجات وضعف القرنية والمياه البيضاء وتفكك العضلات والكحة المتواصلة والتي يمكن أن تؤدي بدورها إلى تليفات رئوية.
وأشار إلى أن هناك اختبارات تعمل على تحديد نسبة الأوكسجين بالدم , مثل الأوكسيميتر وتحليل غازات الدم وكذلك تحليل نسبة الأوكسجين المحملة على الهيموجلوبين.
وعن الأعراض التي يمر بها الشخص الذي لديه نقص بالأوكسجين فهي تبدأ من ضيق التنفس البسيط (النهجان) وهذه تحدث عندما تقل نسبة الأوكسجين في الجسم , ثم ينتقل إلى مرحلة ثانية حيث لا يصل الأوكسجين إلى الجهاز التنفسي فيضطر إلى استخدام الأجهزة المعاونة وهي العضلات والجهاز الصدري والبطن , ثم تبدأ المرحلة الثالثة حيث يبدأ الجسم في توفير الأوكسجين للأجهزة الأكثر أهمية وهي المخ والقلب والكلى ويحدث فيها ازرقاق للجسم , ثم إذا لم يقاوم جسم الإنسان وينتج الأوكسجين يحدث دوار , بينما تعتبر المرحلة الأخيرة هي المرحلة الفاصلة بين الحياة والموت حيث يحدث اختناق وإغماء.
واختتم الدكتور حجازي أستاذ طب الأطفال بالقصر العيني ندوته بنصائحه من أجل تجنب مشكلة نقص الأوكسجين وما يصاحبها من مشاكل صحية , وهي ممارسة الرياضة يومياً مثل المشي , والابتعاد عن المكيفات , والتغذية الجيدة مع شرب الماء بكثرة , واستشارة الطبيب عند حدوث أي عرض , وكذلك النوم والاستيقاظ مبكراًَ.