وفقاً لدراسة أجريت في كلية الطب في سان دييجو بجامعة كاليفورنيا, وجد أن الشيكولاتة الداكنة تحتوي على نوع من الفلافونويدات يسمى "إيبيكيتشين" يعمل على تعزيز الميتوكوندريا وهي المسئولة عن توليد الطاقة داخل الخلايا الحية عند الأشخاص المصابين بأمراض قصور القلب المتقدمة أو مرض السكري من النوع الثاني خلال 3 أشهر فحسب. وقد تم نشر هذه الدراسة هذا الأسبوع في مجلة علوم الحركة والعلاج.
وقد فحص الباحثون 5 مرضى يعانون من مشاكل كبرى في ميتوكوندريا عضلات الهيكل العظمي. وتعمل بنية الميتوكوندريا على توفير الطاقة لمتطلبات الخلايا من أجل القدرة على الحركة والانقسام والانقباض. ويعاني مرضى قصور القلب والسكري من النوع الثاني من ضعف في توفير الطاقة لهذه الخلايا, مما يسبب مشاكل في العضلات الهيكلية, وتنخفض القدرة الوظيفية للعضلات والعظام, وفي كثير من الأحيان لا يستطيع مرضى السكر أو القلب من السير حتى لمسافات قصيرة, ويحدث ضيق في التنفس فضلا عن انخفاض الطاقة.
وكل يوم وعلى مدار ثلاثة أشهر, كان يستهلك المشاركين في الدراسة نحو 100 ملجم من الإيبيكيتشين من خلال تناول ألواح الشيكولاتة الداكنة أو المشروبات التي تحتوي على هذه النوع من الفلافونيدات. وأخذ الباحثون عينات من العظام والعضلات قبل وبعد الثلاثة أشهر. وبعد ثلاثة أشهر, وجد الباحثون أن هناك تغيراً في حجم الميتوكوندريا كزوائد. وتعد الزوائد هي عبارة عن نتوءات داخلية تؤدي إلى زيادة السطح الداخلي لبنية الميتوكوندريا, وهي حيوية جداً من أجل حث الميتوكوندريا على العمل بكفاءة.
ويوضح "فرانسيسكو فياريال" وهو باحث في قسم القلب بكلية الطب بجامعة كاليفورنيا في سان دييجو وهو أحد كبار الباحثين في هذه الدراسة أن هذه الزوائد كانت تعاني أضرار بالغة في هؤلاء المرضى, إلا أنه بعد الثلاثة أشهر, وجدوا أن هذه الزوائد قد تعافت وعادت إلى مستوياتها الطبيعية, وهذا له بالغ الأثر في إنتاج جزيئات ميتوكوندريا جديدة.
وبناء على هذه النتائج, فإن الباحثين في الجامعة يعكفون حالياً على إخضاع أكبر عدد ممكن من المرضى من أجل تقييم أثر الإيبيكيتشين على تحسين القدرات الوظيفية لدى مرضى السكري والقلب.
وكان "رام تاوب" وهو أستاذ مساعد في كلية الطب بالجامعة قد أشرف على هذه الدراسة, كما أنه سيكون مشرفاً على الدراسة الجديدة أيضاً. وسوف يخضع مشاركين أصحاء وآخرين يعانون من مشاكل في القلب أو السكر لمعرفة أثر تناول الشيكولاتة على صحة القلب.